الإثنين ٠٦ / أكتوبر / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية

أخبار عاجلة

طوفان الأقصى ينتقل بشكلٍ مُتسارعٍ إلى الضفّة.. ويعدّ استقبالًا حارًّا لترامب وصفقة قرنه.. وضربات مُوجعة بل قاتلة لنتنياهو.. إليكُم التفاصيل

المؤتمر القومي – الإسلامي في دورته 12خطوة هامة في الاتجاه الصحيح

المؤتمر القومي – الإسلامي في دورته 12خطوة هامة في الاتجاه الصحيح

المؤتمر القومي – الإسلامي في دورته 12خطوة هامة في الاتجاه الصحيح

معن بشور

ان تنعقد الدورة الثانية عشرة للمؤتمر القومي - الإسلامي في بيروت في أوائل أكتوبر/تشرين أول 2024 تحت اسم (دورة السابع من أكتوبر/ "طوفان الأقصى":  وحدة وانتصار) في هذه الظروف التي تمر بها الامة لا سيّما في غزة وعموم فلسطين، هو خطوة هامة على طريق تطوير جبهة المساندة الشعبية للمقاومة في فلسطين وأكناف فلسطين..

لقد تأسس المؤتمر القومي - الإسلامي عام 1994، وكان القيادي الفلسطيني والمفكر العربي د. أحمد صدقي الدجاني أول منسق عام فيه، تأكيداً على موقع فلسطين في هموم هذا المؤتمر منذ تأسيسه، كما على أهمية دور الفكر النهضوي الذي كان أبو الطيب الدجاني من رموزه، وعلى أهمية النهج الوحدوي في سلوكه والذي كان الدجاني أحد رواده، تماماً كما كان كل من خلفه في هذا الموقع من الشهيد الدكتور محمد عبد الملك المتوكل (اليمن)، إلى الراحل الدكتور عصام العريان (مصر)، إلى المفكر الكبير منير شفيق (فلسطين)، والمناضل المغربي البارز خالد السفياني، فسعوا الى تأمين التواصل بين التيارين القومي والإسلامي وتوطيد الجسور بينهما، ومعالجة أي ثغرة في العلاقات، لاسيّما في المراحل التي كان الصدام بين قوى الامة عنوانها، والتباعد بين تيارات الأمّة هو السمة الغالبة على العلاقات بينها بدلاً من التقارب.

ولقد اعترض كثيرون على فكرة في بداياته المؤتمر متأثرين بالتجارب المرّة في العلاقات بين التيارات، لكن مؤسسي المؤتمر وعلى رأسهم الدكتور خير الدين حسيب، والشيخ فيصل مولوي رحمهما الله، كان شعارهما "لننظر الى المستقبل بدلاً من البقاء أسر الماضي، ولتكن فلسطين قضيتنا، والمقاومة طريقنا، والنهضة مشروعنا، والتركيز على ما يجمع بيننا بدلاً من الغرق فيما يفرقنا"، وليكن شعارنا ما قاله يوماً الإمام رشيد رضا "لنتعاون فيما نتفق عليه، وليعذر بعضنا بعضاً فيما نختلف عليه"..

ولقد جاءت ملحمة "طوفان الأقصى" لتجرف، فيما جرفت، الكثير من العوائق والحساسيات القائمة بين التيارات وداخل كل منها، ولتؤكد ان الامة كلها وحدة متراصة حول أبطالها في غزة وحول  ادانة الوحشية الصهيو – استعمارية التي يدفع ثمنها غالباً أهل غزة وفلسطين..

ولعل اول  تفسير للقصور الشعبي العربي في التحرك انتصاراً لأهلنا في فلسطين هو اننا دخلنا تلك الملحمة وأثار الانقسامات بيننا ما زالت، موجودة، ولغة الاقصاء والتخوين ما زالت تسيطر على بعض خطاباتنا لاسيّما في ظل ما شهدته الامة في مرحلة "الربيع العربي" حيث نجحت الاجندات المشبوهة في استغلال المطالب المشروعة.

واليوم تأتي الدورة الثانية عشرة للمؤتمر القومي - الإسلامي من اجل تحويل ذلك التعاطف الشعبي العربي والإسلامي والأممي الهائل حول المقاومة في فلسطين وأكناف فلسطين الى حركة فاعلة ومتصاعدة ومستمرة تضغط  على النظام الرسمي العربي والإسلامي، كما على المجتمع الدولي لكي يقوم بواجبه بإيقاف المذبحة التي لا يميّز فيها العدو بين فلسطيني وأخر، وعربي وآخر، ومسلم وآخر، أيّاً يكن مذهبه أو انتماؤه العقائدي أو خطه السياسي.

المؤتمر القومي - الإسلامي، في دورته الثانية عشر، هو خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، لا سيّما اذا ارتقت فيه الكلمات والمناقشات والعلاقات الى المستوى الذي يليق بطبيعة المرحلة وبحجم التضحيات فيها، وبعيداً عن كل سلوك حزبي ضيق أو فئوي محدود، لأن انتصار الأمة ومقاومتها اليوم، هو انتصار لكل مكوناتها وهزيمتها هزيمة للجميع.


موضوعات ذات صلة