الإثنين ٠٦ / أكتوبر / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية

أخبار عاجلة

طوفان الأقصى ينتقل بشكلٍ مُتسارعٍ إلى الضفّة.. ويعدّ استقبالًا حارًّا لترامب وصفقة قرنه.. وضربات مُوجعة بل قاتلة لنتنياهو.. إليكُم التفاصيل

رباعية الخلاص مجدداً .. الصاروخ اليمني الذي هز الكيان

رباعية الخلاص مجدداً .. الصاروخ اليمني الذي هز الكيان

رباعية الخلاص مجدداً

معن بشور 

في أيام حالكة من صيف عام 2003، وبعد أشهر ثلاثة على احتلال العراق، وفي أجواء مثقله بالإحباط والتشاؤم والروح الاستسلامية، انعقد في صنعاء المؤتمر القومي العربي في ظل محاولات متعددة لشيطنة المؤتمر (واتهامه بدعم العراق في وجه الحصار والاحتلال) والعمل على انهائه لاسيّما ان العديد من أعضائه وقع تحت تأثير تلك الضجة الإعلامية والسياسية وأنكفأ عن المشاركة في تلك الدورة.

يومها شاء المجتمعون المشاركون في تلك الدورة ان ينتخبوني أميناً عاماً للمؤتمر الذي تولى على امانته العامة كبار راحلون كخير الدين حسيب من (العراق)، وعبد الحميد مهري من (الجزائر)، وضياء الدين داود من (مصر).

وفي كلمتي بعد انتخابي أطلقت معادلة اعتبرها ذهبية، وما زالت صالحة حتى الساعة تحت عنوان "رباعية الخلاص" المتمثلة بالمقاومة، والمراجعة، والمصالحة، والمشاركة.

فمواجهة الاحتلال الأميركي في العراق، والاحتلال الصهيوني في فلسطين والجولان ومزارع شبعا وكفرشوبا، والاحتلال غير المباشر للقرار الرسمي العربي... تحتاج الى المقاومة على كل الجبهات، لا سيّما على جبهة ممتدة من القدس الى طهران وأنقرة مروراً بلبنان وسورية والعراق، وهي دعوة أطلقها المؤتمر القومي العربي بُعيد تأسيسه في ربيع 1990.

والمراجعة ضرورية لكي نراجع جميعاً تجاربنا، أنظمة وأحزاباً وحركات شعبية ونقابات ومفكرين ومناضلين، لأن لكل منا أخطاؤه، ينبغي مراجعتها، للتخلص منها، ولكل منا إيجابيات ينبغي تطويرها...

وهذه المراجعة تؤدي بالضرورة الى المصالحة، المصالحة بين الدول، وداخل كل دولة، وبين التيارات وداخل كل تيار، لكي تتحد كلمة الامة في مواجهة كل التحديات، وعلى قاعدة أطلقها يوماً الامام الشيخ أحمد رشيد رضا (رحمه الله) وهو أن "نتعاون فيما نتفق عليه، وليعذر بعضنا بعضاً فيما نختلف عليها"..

واليوم حيثما توجهت انظارنا على مستوى الامة نجد الحاجة الملّحة للمصالحة وبناء الجسور بين مكوناتها من اجل تحصين المتاريس بوجه اعدائها.

والمصالحة المنشودة تقتضي تجاوز الحساسيات التاريخية والعصبيات الضيقة، فئوية كانت أم عقائدية أم حزبية أم مذهبية أم عرقية، وهي بوابة العبور الى تحقيق مشاركة حقيقية في إدارة الدولة والمجتمع، سواء في المشاركة في إدارة البلد أو في معارضة سلمية لها كامل الحق في انتقاد الحكومات ومواجهتها سياسياً.

واليوم، وبعد 21 عاماً على إطلاق هذه الرباعية، ورغم التقدم الذي حصل في أحد عناصرها، خصوصاً المقاومة، فإن استعراض حال الامة وطريق الخلاص مما تواجهها من تحديات ومصاعب يبدو ان الخلاص يحتاج حتماً الى هذه الرباعية، وربما الى ما هو أكثر منها، كي نعمل على تحقيقها.

*********************

الصاروخ اليمني الذي هز الكيان

هدية ثوار اليمن في ذكرى المولد النبوي الشريف لاهلنا في غزة وعموم فلسطين كانت هذا الصاروخ الفرط صوتي الذي هز الكيان الصهيوني بشعبه ومسؤوليه وشغلهم طيلة هذا اليوم.. وربما غدا وبعده وبعده..

وهو هدية ابطال اليمن لجنوب لبنان شعبا وجيشا ومقاومة بعد ساعات من تهديدات نتنياهو بتوسيع التصعيد ضد لبنان ليقول له اذا كانت كل استعداداتك ومنظوماتك الدفاعية عاجزة عن اعتراض صاروخ يمني واحد فكيف بهم مع اعتراض عشرات الاف الصواريخ والانقضأضيات التي تحويها ترسانات حزب الله وقوى المقاومة..

واذا كانت مفاجات المراحل الاربعة من عمليات المساندة اليمنية لشعبنا الفلسطيني قد حققت كل تلك المفاجات.. فكيف  بمفاجات المرحلة الخامسة التي كان صاروخ طوفان اليمن فاتحتها

*********************

نتنياهو.. فكّرجيداً فيما ينتظرك في لبنان

عشية الذكرى 42 لاحتلال الجيش الصهيوني العاصمة اللبنانية بيروت، ثم خروجه منها بعد اقل من اسبوعين، مطارداً من مقاوميها الابطال من ابنائها ورجال المقاومة الوطنية، يخرح نتنياهو ووزير دفاعه غالانت بتهديد جديد لتوسيع عدوانه ضد لبنان..

كم نتمني لو استعاد نتنياهو وغالانت اليوم تجربة سلفيهما الدمويين الارهابيبن مناحيم بيغن وارييل شارون في لبنان ليدركا اي اهوال سيواجهها جيشهما في ظل مقاومة تمتلك من القدرات القتالية اضعاف اضعاف ما كان يمتلكه مقاومو 1982 من قدرات قتالية..

 نتنياهو فكّر جيداً.. يكفيك هزائم.

*********************

ابن الاشرفية الذي يحب فلسطين

كان ذلك قبل ستين عاماً حين قال لي صديقي بيار عقل، الذي لم اسمع منه او عنه منذ زمن، "ساعرفك على شاب من الاشرفية يحب فلسطين".

كان ذلك الشاب ابن  السادسة عشر عاماً هو الياس خوري، الذي لم يشدني اليه فقط انه من ذلك الجيل المتمرد على السجون الجيو طائفية التي وضعوا اللبنانيين فيها، بل لاني لمحت في نظرات ذلك الفتى ملامح ابداع مبكر كنت اعتقد انها ملامح تمرّد عابر حيث ان وراء كل ابداع بعض تمرد..

حب  الياس لفلسطين لم يقف عند الاعراب عن العواطف ، بل رأيناه يصبح عضوا في حركة (فتح) ثم فاعلا في صفوفها في الاردن قبل ان تصدمه التطورات هناك ليتحول الى لستكمال تعليمه العالي في جامعات العالم..

وحين عاد الى لبنان انفتحت امام قلمه المدرار وثقافته العالية كبريات الصحف والمجلات والمسارح ومراكز الابحاث لكنه بقي هو هو "ابن الاشرفية الذي يحب فلسطين"

ويوم اراد الياس ان يستضيف المفكر الاميركي اليهودي المعادي للصهيونية نعوم تشومسكي الى محاضرة في بيروت هبّ بعض ضيقي الافق والفكر ضده فانتصرنا له انطلاقا من قناعة تثبتها الاحداث اليوم وهو انه ليس كل يهودي صهيونياً..

ورغم ان فلسطين تجمعنا ورغم اعجابي بابداع الياس خوري الذي هو ثروة للبنان والعرب ..لكن بقي هناك تباينات في بعض الاراء ولكنها لم تكن تفسد للصداقة والمحبة والتقدير والود بيني وبين عدد من اقرانه قضية..

واليوم ونحن نودع الياس خوري الى الابداع لا نجد ما نقوله الاّ "وداعا يا ابن الاشرفية الذي يحب فلسطين"

*********************

حوار مع الأستاذ معن بشور الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي اجراه الصحافي محمود هنية في جريدة "الرسالة" التي تصدر في قطاع غزة

1- ماذا يعني لك السابع من أكتوبر؟

السابع من أكتوبر 2023 ، يوم بدء ملحمة "طوفان الأقصى" ، يعني لي كما يعني لكل عربي ولكل مسلم ولكل حر في العالم الكثير الكثير، فهو  بالتأكيد كان تعبيراً عن  انفجار شعب عانى من الظلم ومن العدوان ومن الإحتلال ومن تدنيس مقدساته عقوداً  مديدة، بل ربما بدأ الظلم منذ بدء المشروع الصهيوني أواخر القرن التاسع عشر.

وهو أيضاً يعني بطولات شعب ظن  كثيرون انهم استطاعوا من خلال حروب ومعارك واتفاقات وفتن ان ينهوا  قضيته، فإذ به يخرج من كل معركة أقوى من المعركة التي سبقتها.

وبالتأكيد يعني لي أيضاً  بداية  انكشاف حجم الاجرام الصهيوني، وسقوط السردية الصهيونية للقضية الفلسطينية، ففلسطين في عين العالم بعد "طوفان الأقصى" هي بالتأكيد غيرها  قبل "طوفان الأقصى".

وهذا اليوم  أيضاً يعني انه اذا توفر لشعب قيادة مؤمنة، مكافحة، مصممة على مواجهة العدو فإن النصر يُكتب لها، خصوصاً اذا تميزت هذه القيادة وهؤلاء المقاومين بإيمان وبكفاءة ومهارة ميدانية عالية، لقد ظهر في "طوفان الأقصى" ما هو اكثر من بطولة المقاومة الفلسطينية، ظهر التخطيط الدقيق لتلك العملية وكفاءة الأداء بما أدى الى انهاء اسطورة التفوق الصهيوني، لذلك فإن ملحمة "طوفان الأقصى" تعني كل هذه الأمور، وتعني انها فتحت مرحلة جديدة من الصراع مع العدو لن تنتهي قبل ان يزول هذا الكيان الذي زلزلته ملحمة "طوفان الأقصى" وما زالت تزلزله رغم كل الالام والاوجاع والخسائر البشرية والمادية التي منينا بها لكنها معركة الامة ومعركة المستقبل ومعركة الكرامة والحرية بإذن الله.

2- نقطة التحول التي أفرزتها معركة طوفان الأقصى على صعيد قضيتنا ؟

لا شك  ان ملحمة " طوفان الأقصى" كانت نقطة تحول على غير صعيد، كانت نقطة تحول على الصعيد الفلسطيني حيث أكدت للعالم كله ان هناك قضية حق وأن هناك شعب يطالب بحقه مهما غلا الثمن.

وهي نقطة تحول على الصعيد العربي ، اذ كشفت من جهة  ان في الامة مقاومون شكلوا معاً جبهة مقاومة لهذا الاحتلال تمتد من  فلسطين الى لبنان الى سورية والعراق الى اليمن الى عموم الحركة الشعبية العربية والإسلامية التي وان لم تستطع ان تحقق إنجازات ملموسة بالضغط على حكامها لكنها عبّرت بأشكال مختلفة عن عمق ارتباطها بقضية فلسطين، وبحق شعب  فلسطين في تحرير ارضه ، وإزالة هذا الكيان الغاصب.

وعلى الصعيد الإقليمي فتحت هذه المعركة الفرصة لالتحام قوى إقليمية  إسلامية بالدرجة الأولى فكان الدعم الإيراني دعماً حقيقياً على غير مستوى في هذه المعركة ، وأكد ان هذه المعركة هي معركة أبناء الامة العربية والإسلامية جمعاء.

 أما على الصعيد الدولي فبدون شك، كانت هذه المعركة نقطة تحول ، اذ اسقطت السردية الصهيونية لصالح السردية الفلسطينية وعرّفت العالم بحق الفلسطيني، وبأن وراء هذا الحق مقاومون اشداء لا يمكن ان يتنازلوا عن حقهم، هذا التحول لمسناه أولاً على الصعيد الشعبي بالمظاهرات التي عمّت العالم، وبعلم فلسطين الذي ارتفع في كل انحاء العالم كما لم يرتفع علم أخر في تاريخ البشرية.

 اما على المستوى الرسمي ، رأينا دولاً ناصرت العدوان في بداية  ملحمة "طوفان الأقصى" لكنها بدأت تتراجع ، بل تتحول، وهناك بالتأكيد بعض القوى التي ما زالت شريكة في هذا العدوان لم تبدل موقفها ، بل تتمسك به  لاعتبارات متعددة، أولها الخوف على هذا الكيان الذي  زرعوه في المنطقة ليكون حارساً للمصالح  الاستعمارية فيها، ولكن حتى  في هذه الدول  بدأ الشعور ان من طلب منه حراسة وحماية مصالحهم في المنطقة يجدون انفسهم اليوم مضطرين لحمايته، وان هذا الكيان الذي كان عوناً لمشاريعهم  ومخططاتهم بات عبئاً عليهم في هذه المنطقة وفي العالم كله.

لذلك تهون كل التضحيات ويتحمل شعب فلسطين ومعه أمته كل العذابات والالام والجراح ، وهي ليست قليلة ، ولكن من قال ان حرية الشعوب تأتي بدون ثمن غالٍ وقال شوقي يوماً " وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق " ، وها هي يد الفلسطينيين المضرجة بالدماء والشهداء تدق أبواب النصر والتحرير بإذن الله.

موضوعات ذات صلة