
إنها الفرصة لتضامن لبناني وتلاقي عربي واسع

إنها الفرصة لتضامن لبناني وتلاقي عربي واسع
معن بشور
إذا كان الرد
العسكري على الهجوم الصهيوني (السيبراني أو الإلكتروني) هو مهمة المقاومة في لبنان
وشركائها في محور المقاومة، فإن الرد السياسي والشعبي في لبنان والأمّة هو مهمة
القوى السياسية والمكونات الاجتماعية والمرجعيات على اختلافها عبر الدعوة والعمل
على بناء التضامن الوطني داخل لبنان، والتلاقي العربي والإسلامي على مستوى الإقليم
بأسره.
ومبرر الدعوة
لهذا التضامن اللبناني والتلاقي العربي اللذين يضعا المصلحة الوطنية والقومية
العليا فوق كل اعتبار، ليس مرده خطورة هذا العدوان من انتهاك للسيادة الوطنية
للبنان وما ادى اليه من شهداء وجرحى لبنانيين بالالاف، ناهيك عن من يرتقي من
الشهداء ويسقط من الجرحى في غزة وفلسطين فحسب، بل لان هذا العدوان يؤكد أن العدو
يطمح الى السيطرة على لبنان ودول المنطقة بأسرها كما صرح بذلك علانية أكثر من مرة
عبر أكثر من مسؤول صهيوني..
ورغم اعتقادي أن
هذا العدوان ليس تعبيراً عن قوة العدو
وتفوقه، كما يريد العدو ان يقول، بقدر ما هو تعبير عن عجز يحاول تغطية نفسه
بالهروب إلى الأمام..
من هنا جاءت
الهبة اللبنانية الرسمية والشعبية العابرة للمناطق والمتضامنة مع ضحايا العدوان،
والتي يمكن أن تؤسس لعلاقات جديدة بين مكونات الحياة السياسية اللبنانية.. كما أن
ما صدر من مواقف رسمية عربية وإسلامية متضامنة مع لبنان، يمكن ان يؤسس لعلاقات
صحية يين دول الإقليم والتي تستطيع أن تكون أكثر قدرة على التحرر من الإملاءات
الأمريكية والضغوط الصهيونية التي تقع في راس أولويتها الإيقاع بين مكونات الأقطار
والأمّة..
إن قمة عربية
وإسلامية قادرة على اتخاذ قرارات بقطع أي علاقة بهذا الكيان العدواني.. وتضع خطة
مع الدول الصديقة لعزل هذا الكيان وطرده من المنظمات الدولية.. تجبر الصهاينة على
وقف العدوان وإنهاء الاحتلال، وقد باتت القرارات الدولية لتحقيق ذلك موجودة..
ناهيك عن مد يد العون للبنان في الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها.
أما في لبنان ما
الذي يمنع أن يبادر الرئيس بري إلى عقد جلسة خاصة لمجلس النواب يلقي فيها ممثلو
الكتل النيابية كافة كلمات منددة بالعدوان ومؤكدة على وحدة لبنان بوجهه، وعلى نحو
يفتح الآفاق لحل كافة المشكلات الحالية العالقة، وفي مقدمها انتخاب رئيس
للجمهورية.
طبعاً سأجد من
يتهم هذه الأفكار بأنها أفكار طوباوية وأن "البعض" ستحول ارتباطاته دون
قبوله بهذه الأفكار.. ولكن هذا "البعض" لا يدرك أن ما من أمر يحول دون
إرادة الشعوب من جهة، كما أن هذا "البعض" عليه أن يدرك أن موازين القوى
المحلية والإقليمية والدولية تتحرك باتجاه معاكس لإرادة القوى المعادية للبنان.
ثم من كان يصدق
أن لبنان وخلال أقل من سنة وعدة أشهر يستطيع أن يسقط اتفاق 17 أيار الذي أسميناه
آنذاك ب"اتفاق شولتز" وزير الخارجية الأمريكية يومها، والذي أراد لذلك
الاتفاق أن يكون ثمرة الغزو الصهيوني للبنان عام 1982.. ومن كان يصدق أن ينطلق
صاروخ فرط صوتي يمني من 2040 كلم ليصل إلى عمق الكيان دون أن ترصده كل منظومات
الترصد الإسرائيلية والأمريكية والحليفة.. ناهيك عن الصمود الأسطوري لأهلنا
ومقاومتهم في غزة والضفة والقدس.