
أين المبادرات المطلوبة؟

أين المبادرات المطلوبة؟
بشارة مرهج
غريب امر هذه
الحكومة التي ترفض التعلم من دروس الماضي. خلال الأشهر الماضية طمأنتنا انها مهيأة
لاستيعاب افرازات الحرب المرتقبة ومهيأة لمساعدة المهجرين اللبنانيين الذي ترغمهم
"إسرائيل" على ترك منازلهم بواسطة القذائف والحمم التي تجعل من البيوت
مجرد ركام. بالأمس كانت مجموعة كبيرة من المهجرين في شارع الحمراء تحاول إيواء
عائلاتها في أحد الأبنية وحصل اشكال بيروت او أي مدينة او بلدة لبنانية، ليست
بحاجة له. لماذا؟ لان ثمة أموال دخلت الى صندوق الدولة اللبنانية أهمها مئة مليون
دولار من الشقيقة دولة الامارات العربية، فأين لجنة الطوارئ بقيادة الوزير الهمام
ناصر ياسين، او هيئة الإغاثة بقيادة اللواء خير، او محافظ بيروت القاضي عبود، لأخذ
المبادرة ودفع الايجار لصاحب الملك، لمدة ثلاثة او ستة أشهر، واستيعاب أهلنا
النازحين. فهذه حالة خاصة وتستدعي اجراء خاصا قبل ان تتحول الى مشكلة مستعصية.
هذا مع العلم بأن الأموال والمساعدات هي أولا وآخرا للمهجرين
والنازحين والمصابين في منازلهم، وليس لصناديق مثقوبة كالتي استخدمت ابان حرب 2006
ولم نعد نسمع عنها.
وقبل ان تهرع
قوى الامن لمعالجة الموضوع من باب أمني، يجدر بالقادة المدنيين ان يكونوا في اول
الصفوف للمعالجة والاستيعاب بطريقة فعاله وشفافة حتى يطمئن الجمهور ويتحمس
الأصدقاء واللبنانيون في الخارج لإرسال المساعدات التي نحتاجها لمدة طويلة كما
يبدو بسبب فراغ صندوق الدولة الناجم عن عملية النهب التاريخية التي مارستها السلطة
وجماعاتها وشخصياتها خلال السنوات الماضية بحق اللبنانيين كما بحق الدولة.
الى ذلك المطلوب
لوائح شفافة تضم الإحصاءات وارقام المدخول والانفاق من مكتب الوزير الهمام ناصر
ياسين، وإلا سيكون السيل عارما وسيجرف الجميع وفي المقدمة الذين يستخدمون
"لغة سوف وسوف" وتملأ تصريحاتهم التليفزيونية والراديوهات ساعات طويلة
مرهقة!
*********************