
التبرير السطحي الذي لا يخدع احدا

التبرير السطحي الذي لا يخدع احدا
بشارة مرهج
ادعت
"اسرائيل"ان المجزرة التي ارتكبتها ضد الصحافة اللبنانية والعربية والدولية بالامس في حاصبيا وأدت الى ارتقاء الشهداء وسام قاسم (المنار) وغسان نجار
ومحمد رضا (الميادين)، علاوة على سقوط عدد من الجرحى، هي قيد المراجعة. فالكيان
العنصري يريد من خلال هذ التصريح الملتبس الظهور بمظهر الحريص على حياة الصحافيين
دون ان يلتزم بكلمة تحقيق او محاكمة، مع ان الطيارين الجناة الذين نحروا الشهداء
والجرحى في زحمة الليل الدامس لم يرتكبوا اي خطأ بل كانوا تماما يعرفون ما يفعلون
فهم يعرفون هوية المستهدفين ويعرفون اين يبيتون، وكانوا يعرفون تماما كيف
يتفادونهم لو وجدت النية لديهم، ولكن شهوة الاجرام تسلطت عليهم كما على
قادتهم فاندفعوا للقتل حتى اذا نالوا
مأربهم انتقلوا الى التبرير السطحي الذي
لا يخدع احدا بعدما طارت شهرتهم في العالم اثر اغتيال شيرين ابي عاقلة وما قبلها
وبعدها مئات الاعلاميين في غزة والضفة والقدس ولبنان. فالكيان المطبوع على الكذب
وتزوير الحقيقة اذ يحاول اليوم التغطية على جريمته البشعة امام الرأي العام العربي
والدولي يعرف ان القتل مقصود و مبرمج وان "المراجعة"التي يدعيها انما هي
كذبة جديدة لذر الرماد في العيون. يبقى ان نقول ان سكوت العالم العربي والدولي عن
معاقبة "اسرائيل" يشجعها على التمادي في هذا النهج الذي يفكك اسس
العدالة في العالم و يهدد ما تبقى من مقومات النظام العالمي، ويفتح الباب على
مصراعيه لسيطرة نظام الفوضى والأجرام على امتداد الكرة الارضية