الإثنين ٠٦ / أكتوبر / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية

أخبار عاجلة

طوفان الأقصى ينتقل بشكلٍ مُتسارعٍ إلى الضفّة.. ويعدّ استقبالًا حارًّا لترامب وصفقة قرنه.. وضربات مُوجعة بل قاتلة لنتنياهو.. إليكُم التفاصيل

لهذه الأسباب نحذر حماس وحزب الله من الوقوع في مصيدة مفاوضات وقف إطلاق النار الإسرائيلية الامريكية

لهذه الأسباب نحذر حماس وحزب الله من الوقوع في مصيدة مفاوضات وقف إطلاق النار الإسرائيلية الامريكية

لهذه الأسباب نحذر “حماس” و”حزب الله” من الوقوع في مصيدة مفاوضات وقف إطلاق النار الإسرائيلية الامريكية التي يتم التسويق لها حاليا.. هل كان الشهيدان نصر الله والسنوار العقبة فعلا؟ وما هي الرسالة التي حملّها لنا أحد كبار الخبراء العسكريين الغربيين حول هذه الهجمة الحالية الامريكية المسمومة؟

عبد الباري عطوان

تشهد المنطقة العربية حاليا هجمة دبلوماسية أمريكية من شقين:

الأول: محاولة التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وبأسرع وقت ممكن بعد ضغوط دموية إبادية في جباليا وبيت لاهيا ودير البلح للوي ذراع قيادة “حماس”.

والثاني: استخدام نظرية الأرض المحروقة في بعض المناطق التابعة لحزب الله في الجنوب والضاحية والبقاع في لبنان لإجباره على قبول ما يسمى بمبادرة وقف اطلاق النار في لبنان التي وضع تفاصيلها عاموس هوكشتاين مبعوث الرئيس الأمريكي الى لبنان، والمعروف بولائه الإسرائيلي.

تكثيف هذا الحراك الأمريكي وقبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية والتشريعية الامريكية النصفية يريد تحقيق هدفين:

الأول: زيادة حظوظ الحزب الديمقراطي الحاكم ومرشحته كامالا هاريس بالفوز، بعد تراجعها بشكل ملحوظ، وعلى أمل كسب أصوات الناخبين من الأصول الإسلامية والعربية التي تحظى بأهمية خاصة وربما الترجيح الحاسم بسبب الفوارق المحدودة بين هاريس ومنافسها ترامب.

الثاني: إنقاذ العدو الإسرائيلي من حالة الانهيار الذي يعيشها داخليا، وعسكريا واقتصاديا ومعنويا بسبب تعاظم الخسائر في صفوف جيشه، وخاصة على الجبهة اللبنانية، ووصول صواريخ المقاومة الإسلامية الى حيفا وتل ابيب، وصفد وطبريا والمطلة وغرفة نوم بنيامين نتنياهو، وهذا تطور غير مسبوق منذ قيام هذا الكيان منذ 76 عاما.

استئناف المفاوضات للتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في الدوحة بحضور قادة مخابرات الدول الأربع، أي الولايات المتحدة ودولة الاحتلال ومصر وقطر (رئيس الوزراء هو المسؤول عن المخابرات ايضا) يحتل الأولوية المطلقة، لانه لا يمكن وقف الهجمات التي تشنها أذرع محور المقاومة في جنوب لبنان واليمن والعراق في ظل استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة، والالتزام القوي لهذه الأذرع وقادتها تمسكا بالالتزام بنهج سيد الشهداء حسن نصر الله الذي أكده بقوة وصلابة في خطابه الأخير قبل استشهاده بأيام معدودة، ولا نستبعد ان يكون إصراره على استمرار دعم المقاومة في قطاع غزة والضفة ورفض كل ضغوط الفصل عجّل باستشهاده.

من واجبنا في هذه الصحيفة ان ننبه قيادة حركة “حماس” في الداخل والخارج، من مخاطر هذه المؤامرة الامريكية التي يقودها انتوني بلينكن، لضرب وحدة الساحات وتمزيق تماسكها، للتفرد بقطاع غزة واستكمال المشروع الصهيوني بالقضاء نهائيا على المقاومة، وانهاء حكمها للقطاع، ولا يخامرنا أي شك بوعيهم بالأهداف من ورائها.

التوصل لاتفاق “مؤقت” لإطلاق النار في غزة، ولو ليومين، مثلما جاء في “مبادرة” الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المفاجئة والصادمة، يعني إعطاء الضوء الأخضر لاتفاق سريع لوقف اطلاق النار في لبنان، ونهاية حرب الاستنزاف الناجحة جدا التي يخوضها حزب الله وأدت الى مضاعفة اعداد المستوطنين النازحين من شمال فلسطين المحتلة، وتدمير قدرات الردع لجيش الاحتلال، وتصاعد الهجرة اليهودية المعاكسة، ولا نستبعد أيضا ان يكون الهدف الآخر وقف الهجمات اليمنية التي دمرت الملاحة البحرية الإسرائيلية وهددت الوجود الأمريكي والبريطاني في البحور الثلاثة العربي والأحمر والمتوسط، وفوقها المحيط الهندي، فهذه الهجمات جاء وقفها مشروطا بوقف الحرب في غزة.

نتعاطف كليا مع أهلنا في قطاع غزة الذين يقدمون مئات الشهداء والجرحى يوميا ويواجهون حرب إبادة وتجويع وتعطيش، ونتفهم جيدا ضخامة معاناتهم، فنحن منهم، ولكن النصر صبر ساعة، وصمودهم ومقاومتهم في وجه هذه الحرب، أحبط كل مشاريع تهجيرهم ونهب غازهم، وارضهم وشواطئهم، فـ”طوفان الأقصى” كان أعظم اختراع مقاوم في تاريخ العرب الحديث، وفضح أكاذيب التفوق الإسرائيلي المزعوم، ونقل المعركة الى قلب دولة الاحتلال، ونزع هيبة جيشها، وأعاد الاعتبار للأمتين العربية والإسلامية وكرامتها، بعد ان شوهتها معاهدات الاستسلام والتطبيع والتواطؤ، وقربّ نهاية المشروع الصهيوني.

أمريكا التي ترعى مشاريع المفاوضات في الدوحة والقاهرة ولبنان، لا تريد وقف إطلاق النار الا في حالة واحدة، أي ان يصب في خدمة المشروع الصهيوني، وإعادة ترميمه وتقويته مجددا، وهذا ما يفسر استمرار مفاوضات وقف اطلاق النار في القطاع 12 شهرا دون أي تقدم رغم الضغوط الشديدة والتهديدات للمفاوض الفلسطيني الصلب واصراره على تنفيذ شروطه كاملة، فهو على دراية تامة بالحيل والمكر الصهيونيين، والدعم الأمريكي المطلق لهما.

يحيى السنوار أمير الشهداء كان مصيبا عندما رفض كل حيل الخداع الصهيونية والأمريكية المدعومة من بعض العرب للأسف، ولم يتراجع مليمترا واحدا عن شروطه بالانسحاب الكامل، ووقف اطلاق النار الدائم، وإعادة إعمار القطاع، وتأكيد سيادة حكم المقاومة عليه، والتحرير الكامل للتراب الفلسطيني، ولهذا يجب ان يتم الحفاظ على هذا الإرث الوطني المشرف من قبل اركان قيادته في غزة والضفة والخارج.

الشهيد السنوار لم يكن عقبة في طريق الاتفاق حتى يهرول السمساران الامريكان والعرب لإعادة احياء المفاوضات للتوصل الى اتفاق، بل كانوا هم العقبة بتبنيهم للشروط الإسرائيلية ودعمهم لحرب الإبادة والتجويع على مدى 12 شهرا قدم خلالها الشعب الفلسطيني في القطاع أكثر من 50 الف شهيد ومئة وخمسين الف جريح، علاوة على صمت هؤلاء السماسرة على تدمير 95 بالمئة من منازل القطاع وعماراته.

خبير عسكري غربي متعاطف جدا مع المقاومة الإسلامية في المنطقة ويصف حرب الإبادة الإسرائيلية في لبنان والقطاع واليمن بالنازية، قال لي بالحرف الواحد “ارجوك اكتب عن هذه المؤامرة الامريكية الإسرائيلية التي تريد وقفا لإطلاق النار لإنقاذ نتنياهو وكيانه العنصري من الهزيمة، فهذا الكيان في حالة انهيار ولن يصمد الا بضعة شهور على الاكثر، ولا يستطيع تحمل الخسائر الكبيرة البشرية والاقتصادية والمعنوية التي لحقت به”.

نختم بخطاب الشيخ نعيم قاسم أمين عام “حزب الله” الذي القاه عصر اليوم، وجاء مطمئنا لما ورد فيه من نظره تقييمية دقيقة للمشروع الاسرائيلي وحرب الإبادة التي انتقلت من قطاع غزة الى لبنان لتمريره، والتأكيد على استمرار تصدي المقاومة لتعطيله وإفشاله، والايمان المطلق بأن الخسائر الكبيرة ستجبره على وقف العدوان وليس الدبلوماسية والمفاوضات المسمومة.

أثلج صدرنا الشيخ قاسم عندما قال “حق انساني وعربي واسلامي وقومي لنصرة غزة.. وإسرائيل لا تحتاج الى ذريعة لارتكاب مجازرها، وإسناد أهلنا في قطاع غزة سيستمر، ونحن مستمرون على نهج الشهيد حسن نصر الله”.

السير على نهج سيد الشهداء حسن نصر الله في لبنان، والحفاظ على إرث أميرهم يحيى السنوار في قطاع غزة والضفة والاقتداء بهما، هو طريق الخلاص والمشرف لهذه الامة وانتصارها على حروب الإبادة الإسرائيلية بدعم امريكي وصمت وتواطؤ معظم الأنظمة العربية.. والأيام بيننا.

موضوعات ذات صلة