
أمتنا بين نوعين من الوعود

أمتنا بين نوعين من الوعود
معن بشور
لم تكد الحرب العالمية الأولى تضع أوزارها حتى وجدت أمتنا العربية نفسها أمام وعدين استعماريين
أولهما معاهدة سرية وقعها وزير خارجية بريطانيا
المستر سايكس ووزير خارجية فرنسا
المسيو بيكو ومعهما وزير خارجية قيصر روسيا قبل الثورة البلشفية وقد فضح تلك
المعاهدة قائد الثورة فلاديمير ايليتش لينين ، وهي المعاهدة التي تضمنت تفاهماً
بين لندن وباريس على تقسيم وتقاسم الأراضي التي كانت جزءاً من الدولة العثمانية..
وثاني الوعدين
هو وعد بلفور وهو حسب كثيرون وعد من لا يملك لمن لايستحق.. والذي استهدف إعطاء
الصهاينة أرضنا المقدسة في فلسطين..
لم تكن العلاقة بين وعد التجزئة لبلادنا ووعد اغتصاب فلسطين علاقة
تقارب في الزمن فحسب ، بل كانت علاقة ذات دلالات استراتيجية تقول ان لا طريق
لاغتصاب فلسطين إلا بتجزئة الامة، وان من الصعب تجزئة الأمة إلا بزرع كيان عنصري في القلب منها..
وهكذا أدرك
نهضويو الأمة يومها ان فلسطين طريق الوحدة وان الوحدة طريق فلسطين..
من هنا تكتسب عمليات الوعد الصادق التي نفذتها المقاومة
الاسلامية والجمهورية الاسلامية الايرانية أهميتها التاريخية والاستراتيجية..
لا كاعمال مواجهة لكيان الإبادة الجماعية فقط ، بل ايضاً كمداميك في بنيان وحدة
الأمة وتحرير فلسطين..
فعهد الوعود
الاستعمارية إلى زوال وعهد وعود المقاومة
على طريق التحقق.
*********************