
من خانته الذاكرة فنلفته الى صورة الامس

من خانته الذاكرة فنلفته الى صورة الامس
بشارة مرهج
أعطى الرئيس الاميركي جو بايدن بنيامين نتنياهو كل ما لديه. أعطاه أغلى ما عنده. معه غامر بماء وجهه وسمعة اميركا التي تدهورت الى الحضيض في كل أنحاء العالم. لم يسمع بايدن كلمة شكرا من حليفه مقابل العطاء الاسطوري الذي قدمه ولكن حصل العكس تماما عندما انقلب نتنياهو على الاتفاق الذي كان قد املاه على ساكن البيت الابيض ورضخ له الاخير وطرحه امام العالم اجمع. لم يحصل "جينوسايد جو" الا على الجحود والنكران من حليفه الذي يطمح الى اخضاع لبنان ومسح غزة من الوجود. كل ذلك ينعكس في الصورة التي تتصدر الشاشات اليوم ويبرز وسطها دونالد ترامب وجنبه نتنياهو شامتا بالرئيس بايدن. تلك الصورة ليست جديدة وانما هي نسخة منقحة عما حصل مع رؤساء اخرين اذ اكثرنا يتذكر كيف اهين الرئيس الفرنسي شيراك من جانب الشرطة الاسرائيلية عندما حاول دخول كنيسة القيامة في القدس وخاطبهم بقوله الشهير Ne me touches pas، وكلنا يتذكر صورة اذلال الرئيس ماكرون امام كنيسة سانت ان في القدس ايضاً، اما من خانته الذاكرة فنلفته الى صورة الامس عندما تعرض وزير الخارجية الفرنسي ومرافقيه الى عنف متعمد في جبل الزيتون. خلاصة القول انه اذا كان الاسرائيلي يتعامل بهذه الطريقة الفوقية مع حلفائه وهم في قمة السلطة فكيف سيتعامل مع الاخرين و من بينهم من يتمنون له الانتصار في شوارع امستردام و مزارع شبعا و عيتا الشعب؟!
*********************